الأول من نوفمبر لعام ٢٠١٠.
أبعث لك رسالتى الحادية والعشرون بعد المائة من زنزانتي زنزانة رقم ١٣ أبثك فيها حبي وإشتياقي، أعلم أنها كسابقيها لن تلقى منك ردا، ولكننى أعلم أيضا أنك مرغمة على ذلك مُجبرة من قِبل والدك على تجاهلها بعد أن ضمتنى جدران السجن وأصبح إرتباطك بى مستحيلا كما أخبرنى هو من خلال محبس ذهبي أعاده إلى ورسالة مقتضبة يخبرنى فيها أنه من المستحيل أن يترك ابنته في انتظار رجل مجهول المستقبل أسير السجون، وانه من الأفضل فضّ الارتباط وأن يذهب كل منا لحاله، ادرك انها كلماته هو فقط وأنه لا دخل لكى بها، وادرك أيضا انك ستسللين وتقرأين رسائلي خِلسة، تضمينها إلى صدرك مع وعد بإرتباط روحي أبدي، أقسمنا عليه سويا ولن ينفصم أبدا مهما حاول الجميع.
كم تمنيت لو اختلف الأمر، كم تمنيت لو لم أُظلم وأدلف إلى هذا السجن زوراً فاكون الآن معك في مكاننا المعتاد، تتشابك أصابعنا كتشابك قلوبنا.
تباً يغمرنى الشوق فاتلظى بلهيبه دونك، أشتاق إلى عيناكى الجميلتين حبيبتي، أشتاق إلى سماع صوتك عذب النبرات، أشتاق إليكى بقوة فيعجز القلب عن الخفقان من ألم الإشتياق، فأهدئ خفقاته بالبوح لك بمشاعري على الورق، أجد صفحاتي تمتلئ بثرثرة قد تبدو لا طائل منها ولكنها تمنحنى راحة الحديث إليك، تدركين كم كنت أعشق الحديث معك، فتعيد لى تلك الخطابات مشاعري، تخترق كل الحواجز وتصل إليك فتصلنى بك مجددا وتمنحنى السكينة.
لقد خذلنى الجميع وتخلوا عنى في محنتي تلك ولكننى أدرك أنك صامدة بقلبك تنتظرين خروجى من تلك الزنزانة وتبتهلين إلى الله بالدعوات، أكاد ان أسمعها فيقر قلبي ويزول حزني.
ذكريات العشق السعيدة هي أشبه بضوء شمس في ظُلمة ليالى السجين، لم يحرقها الفراق بل صارت اقوى تعين القلب على تحمل البعد وانتظار الفرج.
سأحدثك قليلا عن زنزانتي..
تلك التي تضم رجالا اختلفوا في التفكير عن الإئتلاف الحاكم في الدولة فصاروا مجرمين في نظرهم يستأهلون الحبس بين الجدران، لم أرى بينهم حقا من قد يكون مصدر تهديد لتلك البلد بل أراهم أُناس عاديون يحلمون فقط بمستقبل أفضل لوطنهم، قد كنت قبل سجنى معهم أعيش لحظاتي وأيامي دون أن أفكر في وطني وكيف أخدمه، بل افكر فقط في نفسى ومن أحب، ولكن منذ أن ضمنى القدر معهم بين تلك القضبان وأنا اتعلم الكثير، بدأت أرى فساد النظام الحاكم وظلم معاونيه، مايؤلمنى حقا تعرض الكثير منهم للتعذيب والإذلال والتهديد بتدمير حياة عائلته ورفاقه، يتهموننا بالنيل من هيبة البلاد وهم من ينالون منها بظلمهم، يقول العم عزيز الذى صار رفيقي منذ وطأت قدماي إلى أرض ذلك السجن البغيض أن الفرج قريب ودولة الظلم إلى زوال وقد صرت أرى ذلك الآن وقد ازداد الظلم واستفحل وطفح الكيل بالعباد، لقد بداو يرون القيود والأغلال في أعناقهم تكبل ارادتهم وعقولهم، يحركهم سيدهم كيفما يريد فيظلمهم بإجبارهم على كل شيئ، أسمعه كل يوم يردد الأشعار فتنبض خفقاتي حماسا وقد صرت مثلهم أرى وطنى كما أراكى حبيبتى، يستحق الدفاع عنه بكل ذرة في الكيان.
تتردد تلك الأشعار حولى كثيرا حتى صرت أحفظها عن ظهر قلب، استمعى إليها حبيبتى وكأنك معنا، تشاركينا الحماس وحب الوطن..
تصرخون دوما..
ماذا تبغون؟!
قد أسبغت عليكم من نعمي و منحتكم كل ماتطلبون؟
عيش حرية عدالة إجتماعية، ومازلتم تنددون..
أنا حاكم ظالم، تبا ألا تفهمون؟
، ماذا تعلم عن الحرية يامجنون؟
أين العدالة والحرية وانا أتلفت بسكون..
أرفل بين قيود الظلم أخشى قبرا فيه اكون..
او قمعا وسيوف القهر تحاوطنى لأصير أخيرا مسجون..
ضاق الحال بقومي فصاروا بفلذات اكبادهم يضحون..
ضاق الحال، ولكن ربي قادر منان وحنون..
وصانى ألا اسجد للطغيان يشهد قرآنه المكنون..
فآن اوانى لأدحر ظلمك وللثورة أقسم وأصون..
وسترحل صدقنى يوما هذا قسمي لرب الكون.
وقسمي لك حبيبتي أُقسمه كما أقسم لوطني، اننى لن اتخلى عنك أبدا كما لن اتخلى عنه وسأعود لك يوما لنستكمل عشقنا وقد جعلنى حبك ممتزجا بحب الوطن قويا لا أُهزم أبدا، فقط الحنين ما يقتلني شوقا، ولكنى اكتمه بداخلي خاصة مع اقتراب عيد الحب فتعيدنى الذكريات الى حالنا وقتها ويداكى تحتضنان يدي ليقتلنى الشوق توقا لأن أحطم قضباني ويدفعنى دفعا للقدوم إليك، ادعو الله دوما فرجا قريبا ليجمعنى بك مجددا وتصيرين بين ذراعي، تضمك ضلوعي فأصير حقا، بالوطن.
فإلى لقاء قريب بعون الله، عدينى أن تكونى بخير دوما حتى اللقاء..
حبيبك حمزة.
انتفضت (هبة)على صوت صديقتها (نور)التي قالت بمزاح وهي توكزها:
-بتقرى جواب تانى من سى حمزة؟
رمقتها (هبة)بحنق قائلة:
-خضتينى ياشيخة، انتى مش هتعقلى أبدا؟
ضمت (نور)ياقة معطفها وعدلت حجابها قائلة:
-وأعقل ليه انا كدة فلة، وبعدين انا ناديت عليكى كتير انتى اللى مسمعتنيش، اكيد طبعا مش حموزة اللى بعت الرسالة يبقى لازم متسمعنيش.
نهضت (هبة)قائلة بحنق:
-وطى صوتك وبعدين حموزة ايه بس؟اسمه حمزة.
رفعت (نور )حاجبيها صعودا ونزولا وهي تقول:
-عارفة بس بدلعه.
قالت (هبة):
-بتدلعيه، طب امشى من قدامى لأنفخك.
ضحكت (نور)قائلة:
-لأ خلاص وعلى إيه؟نتكلم جد بقى مادام فيها نفخ وبلالين.
ابتسمت (هبة)رغما عنها ف(نور)تذكرها بنفسها بالماضى قبل ان…
نفضت أفكارها على صوت(نور)وهي تقول:
-أيوة كدة ياقلبى، فكيها حبة محدش اخد منها حاجة.
لتردف بجدية قائلة:.
-قوليلى بقى ايه أخبار سجين زنزانة ١٣؟
هزت (هبة)كتفيها قائلة:
-لسة زي ماهو، بيبعتلها جوابات يحكيلها فيها عن مشاعره واصحابه وبيشاركها كل لحظاته، بقاله فترة مبيبعتش جوابات معرفش ليه، فبعيد قراية الجوابات اللى لاقيتهم في صندوق بريد الشقة.
قالت(نور)بشفقة:
-هتبقى صدمة كبيرة أوى ليه لما يعرف انها اتجوزت وأهلها عزلوا من البيت اللى كانوا ساكنين فيه ومحدش يعرف عنهم حاجة.
أطرقت(هبة)برأسها قائلة بحزن:.
-هتبقى صدمة فعلا.
ثم رفعت رأسها تواجه(نور)مردفة:.
-تعرفى في الاول لما لقيت الجوابات في الصندوق مهتمتش ورميتهم جوة درج في البيت ولما بدات الجوابات تيجى على البيت بميعاد منتظم بدا الفضول يشدنى وبدأت أقراها، في البداية إفتكرته واحد مجنون وبيشتغلنى بس صدق المشاعر اللى في الجوابات شدنى وواحدة واحدة اتعلقت بيهم وبقيت بستناهم وكأنها مكتوبينلى انا مش مكتوبين لواحدة تانية، ولما سالت عم فاروق صاحب العمارة عن سكان البيت قبلنا وقالى انهم كانوا أب وأم وبنتهم وبعد ما بنتهم اتجوزت سابوا البيت ورجعوا بلدهم كنت هتجنن..
لما هي اتجوزت أمال حمزة بيبعت الجوابات دى لمين وعلى أساس إيه؟لغاية مافى مرة في وسط الكلام عم فاروق كان بيتكلم عنه، وكان بيقول اد إيه كان راجل جدع وخدوم وجواه أخلاق الدنيا، بس الحظ كان ضده وإتسجن ظلم ووقتها والد نسمة- البنت اللى حمزة بيحبها-واللى مكنش بيطيقه أساسا لانه على قده، فض الخطوبة وجوزها لواحد غنى زي ماكان عايز، ساعتها أنا قلبى وجعنى اوى وأنا بتخيله لسة فاكر انها مستنياه وباقية على حبه، كان نفسى أشوفه وأقوله ينساها بقى لإنها متستاهلوش ولا تستاهل حبه الكبير ده.
قالت(نور):
-مش جايز أهلها اللى غاصبينها على الجوازة دى.
هزت (هبة)راسها نفيا قائلة:
-أنا قلت زيك كدة برده، بس عم فاروق نفى الكلام ده وهو بيقولى انها طول عمرها طماعة زي أبوها وان هو استغرب لما اتخطبت لواحد زي حمزة، وانها كمان كانت مبسوطة اوى يوم الفرح وكأنها ملكت الدنيا كلها.
ظهر على (نور)التفكير للحظات قبل أن تقول:.
-طب ليه فعلا متروحيلوش وتقوليله الكلام ده، بدل ما يفضل عايش على أطلال حبه ومتعلق بمشاعره دى واهو بالمرة تشوفى اللى قلبك اتعلق بيه من كلامه بس.
اتسعت عينا (هبة)بإستنكار قائلة:
-اروحله إيه بس، انتى اتجننتى؟مستحيل طبعا.
قالت(نور):
-وليه بقى مستحيل؟
قالت(هبة)بتوتر:
-لاسباب كتيرة، أولها انه سجين سياسي وصعب جدا انى أقابله او أشوفه ده أهله نفسهم مبيشوفوهوش.
قالت(نور):.
-دى سهلة وفي ايدينا، عمى رأفت يقدر يحللك المشكلة دى.
قالت (هبة)بإضطراب:
-حتى لو قدرت أشوفه، هقوله ايه بس؟لأ يانور مش هينفع صدقينى، دى خطوة مجنونة أنا مش قدها.
قالت(نور):
-وماله الجنون؟اسمعى كلام قلبك وقابليه مرة واحدة ساعات بيكون التصرف بجنون أعقل حاجة ممكن تعمليها، وإسألينى أنا.
قالت(هبة):.
-قلتلك مش هينفع يانور، قلبى خلاص دفنته مع الماضى بتاعى ومبقتش افكر دلوقتى غير في شغلى وسيف إبنى، حياتى مش ناقصة تعقيدات.
قالت(نور):
-بس حياتك ناقصها الحب اللى لاقتيه وسط كلام حمزة، حياتك ناقصها الشغف اللى نسيتيه وسط المشاكل والزحمة، حياتك ناقصها تنبض بالمشاعر زي زمان، ومتنكريش الكلام ده لإنه باين في كل ملامحك وكلامك عن حياتك قبل يوسف.
ظهر على ملامح(هبة)بعض الصراع والتردد قبل أن تقول بحزم:.
-مش هينفع يانور، انا كدة مرتاحة ومش ناقصة وجع دماغ، والحب طول عمره وجع قلب وعقل وروح كمان.
كادت (نور)ان تنفى كلامها ولكن طرقات على الباب أصمتتها، ثم دلوف (عز)رئيسهم بالعمل إلى المكان سارع من خفقاتها لتمد يد مرتعشة إلى حجابها تعدله بحركة لا إرادية وعيناها تتعلقان به، بينما ابتسم لكليهما قائلا:
-صباح الخير يابنات.
ردوا التحية ليقول(عز)موجها حديثه إلى (هبة)قائلا:.
-عايزك النهاردة تيجى معايا عند عميل مهم ياهبة، هترافع عن ابنه في قضية كبيرة وهحتاج مساعد معايا، الميعاد على الساعة تسعة، فضى نفسك ومتقلقيش بعدها هوصلك بنفسى للبيت.
هزت(هبة)رأسها فإستدار مغادرا لتجلس (نور)على مقعدها قائلة بإحباط:
-كأنى هوا مش موجودة قدامه أساسا، امتى بقى هيشوفنى؟
اقتربت منها(هبة)وهي تربت على كتفها قائلة بحنان:
-مين دى بس اللى هوا؟ده انتى قمر وكتير بيتمنوكى يانور.
تنهدت (نور)قائلة:.
-صحيح كتير، بس أنا مبحبش حد غيره، وتعبت بجد وبدات أيأس من انه يحبنى في يوم من الأيام.
ربتت(هبة)على رأسها مجددا قائلة:
-هيحبك طبعا، ومش بعيد يكون جواه مشاعر اصلا من ناحيتك لإنك بجد تتحبى، انتى بس اصبرى عليه شوية وبطلى الكسوف اللى بيلجم لسانك وتصرفاتك وقت ماتشوفيه ده، اتكلمى وسمعيه صوتك ولا فالحة بس تبقى زي الراديو معانا وتيجى قدامه وتقلبى أبو الهول.
وكزتها(نور)قائلة:
-انا أبو الهول ياهبة، ربنا يسامحك.
قالت(هبة)بإبتسامة:
-طب خلاص ياستى متزعليش، اقولك على حاجة، انا هتصل بيه الساعة ٨ واقوله انى مش هقدر أحضر معاه عشان ماما تعبانة شوية مثلا وامرى إلى الله، ووقتها هقترح عليه تحضرى انتى معاه الميتنج ده، يعنى هتكونى معاه لوحدكم وانتى وشطارتك بقى.
قالت(نور)بلهفة وامتنان:
-بجد ياهبة؟
ابتسمت (هبة)وهزت رأسها لتحتضنها(نور)بحب بينما ربتت (هبة)على ظهرها بحنان.
مُثقل بالحديد ربما، مُقيد بأغلال أسرى ولكنى أشعر انى حر كعصفور يحلق في سماء يراها لأول مرة، كنت غافلا عن كل شيئ والآن صرت بصيرا، أدرك ان الحرية لا تتجزأ فقيودي وقيود رفاقي تُكبل أبناء وطني جميعا، ولا سبيل لإطلاق سراحي قبل أن يُطلق سراح وطن بأكمله.
جلس (حمزة)بجوار(عزيز)، الذي يقرأ من كتابه بصوت واضح قائلا:.
-علينا أن نتحرر من القيود التي تطوق عقولنا والتي صنعناها بأنفسنا حتى يتسنى لنا أن ننظر إلى بقية العالم ونتعامل معه كأنداد.
قال(حمزة):
-تفتكر ممكن في يوم من الأيام البلد دى تفوق من غفلتها وتثور على النظام الفاسد وتحرر وطن بحاله من الظلم.
إلتفت له (عزيز)قائلا بطيبة:
-وليه لأ؟ماانت اهو فرد من الشعب ده وفقت.
تنهد (حمزة)قائلا:.
-انا مفقتش غير لما دخلت هنا وشفت الظلم والقهر في كل مكان، فقت لما سمعت انين الناس اللى كل ذنبهم انهم قالوا لأ.
شرد(عزيز)قائلا:.
-اللى بيحصل هنا أقل بكتير من اللى بيحصل برة، انت هنا صحيح بتتظلم وتتهان وتتذل بس لاقى سقف يحميك ولقمة تاكلها، الناس برة بتتظلم وتتهان وتتذل وبرده مش لاقيين لقمة ياكلوها وسقف يضلل عليهم ويحميهم من البرد وكلاب السكك، الناس برة خلاص بتبيع كل حاجة حتى لحمها وبرده مش قادرين يعيشوا، مفاضلش كتير وهتلاقيهم فتحوا عنيهم وشافوا انهم لازم يغيروا مصيرهم بإيديهم أو يستسلموا للموت ودى تبقى النهاية بجد.
أطرق(حمزة)برأسه قائلا:
-طب تفتكر هنخرج في يوم من السجن ده ولا هنفضل هنا لحد مانموت؟
أمسك (عزيز)بيد (حمزة)قائلا:
-الموت هنا أهون من الموت برة وانت خاضع وذليل لشيئ اتفرض عليك وكمم بقك وخرس لسانك عشان متقولش لأ، كفاية بقى..
كفاية..
كفاية قهر..
كفاية قمع..
كفاية ذل..
كفاية استهتار بعقل شعب..
وكفاية طغيان وظلم.
هز (حمزة)رأسه قائلا:
-معاك حق.
صمت للحظة قبل ان يقول:
-وحشوك مراتك وولادك ياعم عزيز؟
ظهر الحنين على وجهه قائلا:
-وحشونى طبعا بس هعمل ايه؟اتولدت كدة حر، حر العقل والقلب والدين وربك وصانا في كتابه الحكيم بمحاربة الظلم وانى مسجدش ومخضعش غير ليه وحده وهم عارفين ومقدرين انى مختلف وده اللى مصبرنى ومصبرهم على الفراق.
ليصمت للحظة قبل أن يطالع ملامح(حمزة)الحزينة قائلا بخبث:
-قول بقى ان نسمة واحشاك وعشان كدة فكرة الخروج من هنا مسيطرة عليك النهاردة.
تنهد (حمزة)قائلا:.
-منكرش انها فعلا واحشانى، بس اللى مخلينى عايز أخرج من هنا الخوف.
عقد(عزيز)حاجبيه قائلا:
-الخوف من ايه؟
قال(حمزة):
-الخوف من انها تروح منى، انت متعرفش باباها، مكنش اصلا قابل خطوبتنا وأقنعناه بطلوع الروح، خايف يستغل وجودى هنا ويغصب عليها تتجوز ووقتها هموت بجد.
طالعه(عزيز)قائلا بحزم:
-وقتها هتعيش ياحمزة، خدها منى يارفيقى، اللى تبيعك وانت في ضيقتك متستاهلش لحظة زعل منك.
قال(حمزة):
-أيوة بس وقتها…
قاطعه(عزيز)قائلا:
-هتقولى مغصوبة؟مفيش حد بينغصب على قدره غير الضعيف والضعف بيبقى موت، لإنه ضعف ايمان وضعيف الايمان بينا وبينه الف سور لا عايزينه ولا راضيين يكون بينا وبينه قدر مكتوب.
طالعه (حمزة)وهو يفكر في كلماته التي تتغلغل دوما إلى أعماقه، يوقن بها بقلبه قبل عقله، يتساءل بصمت..
ترى هل حبيبته ضعيفة الإيمان أم قوية العقيدة؟لم تعجبه الإجابة التي ظلت تتردد بداخله ليهمس بثبات دون كلمة…
هي تحبني، فقط تحبني، وهذا كل مايهم.